التصوير الدقيق والآمن: أهمية فحص الموجات فوق الصوتية (السونار)
فحص الموجات فوق الصوتية (السونار) من أشهر الفحوصات الطبية التي تمثل دورًا حيويًا في تشخيص ومراقبة العديد من الحالات الصحية بدءًا من مراقبة الحمل والتحقق من صحة الجنين حتى فحص الأوعية الدموية وأنسجة الجسم الداخلية.
بالإضافة إلى تشخيص الأمراض بأجزاء مختلفة من الجسم، وفي هذا المقال سنتحدث عن.ما هو فحص الموجات فوق الصوتية (السونار) وأهميته وأكثر الحالات التي يساهم في تشخيصها.
ما هو فحص الموجات فوق الصوتية؟
الموجات فوق الصوتية أو كما يعرف بفحص السونار هي تقنية اختبار أو تصوير تستخدم الموجات الصوتية عالية التردد لإنتاج أو التقاط أو تصوير الأعضاء والأنسجة المحيطة والأجزاء الداخلية بالجسم، ويساعد هذا الفحص الأطباء على رؤية الجسم دون الحاجة إلى التدخل الجراحي.
لماذا الموجات فوق الصوتية أداة تشخيصية مهمة؟
يمكن استخدام فحص الموجات فوق الصوتية لعلاج بعض الحالات الطبية، ولكنها تستخدم في أغلب الأحيان لمساعدة الطبيب في الآتي:
1- استخدام الموجات فوق الصوتية لمراقبة صحة ونمو الجنين أثناء الحمل
قد تستخدم الموجات فوق الصوتية لمراقبة صحة ونمو الجنين أثناء الحمل من خلال التحقق إذا كان الطفل ينمو بشكل طبيعي وهل هناك أي عيوب خلقية يمكن رؤيتها في السونار، حيث يساعد الطبيب في السيطرة على مشاكل الحمل.
أهمية الموجات فوق الصوتية (السونار) أثناء الحمل
يمكن استخدام الموجات فوق الصوتية لاستخدامات عديدة خلال فترة الحمل للحصول على نتائج دقيقة دون التأثير على صحة الأم أو الجنين:
- الكشف عن العديد من الاضطرابات الوراثية مثل متلازمة داون، وكذلك العيوب الخلقية في الأعضاء مثل القلب أو الدماغ أو الحبل الشوكي أو أجزاء أخرى من الجسم.
- معرفة حجم الجنين ومعدل ضربات قلبه وموقعه وأيضًا عمره.
- يستخدم الفحص في معرفة كمية السائل الأمنيوسي بالإضافة إلى السائل الموجود في الكيس المحيط بالجنين وأيضًا تحديد موقع المشيمة.
عادة ما يقوم الطبيب بإجراء فحوصات الموجات فوق الصوتية الروتينية بين الأسبوع 18 و 22 من الحمل للتحقق من صحة الجنين، وإذا اشتبه طبيبك في وجود أي مشاكل فقد تحتاج المرأة الحامل أيضًا إلى الخضوع لفحوصات في أوقات أخرى من الحمل.
قد يهمك: أهمية متابعة الحمل الدورية: خطوة بخطوة نحو ولادة آمنة
2- استخدامات السونار في تصوير البطن والحوض
يكشف فحص الموجات فوق الصوتية التفاصيل الدقيقة للكبد والمرارة والكلى والطحال والبنكرياس والأوعية الدموية الرئيسية والمثانة والرحم وايضًا المبيضين والبروستاتا.
كما يساعد فحص الموجات فوق الصوتية في التشخيص الصحيح لحصوات المرارة والكلى والأورام وتضخم الأعضاء والالتهابات وتراكم السوائل.
3- تصوير القلب
يوفر فحص الموجات فوق الصوتية (السونار) صورًا حية لحركة عضلة القلب وصماماتها، مما يساعد في تقييم وظائف القلب والتشخيص الصحيح للأمراض.
4- تصوير الغدة الدرقية والرقبة
يستخدم فحص الموجات فوق الصوتية للكشف عن تضخم الغدة الدرقية والعقيدات والأورام، والتقييم الصحيح للأوعية الدموية في الرقبة.
5- تصوير الأوعية الدموية (دوبلر)
تستخدم الموجات فوق الصوتية دوبلر لتقييم تدفق الدم في الشرايين والأوردة، والكشف عن الانسدادات والتضيقات والجلطات الدموية.
6- تصوير المفاصل والأنسجة الرخوة
يساعد فحص الموجات فوق الصوتية (السونار) في تشخيص إصابات الأوتار والأربطة والعضلات والتهاب المفاصل وايضًا تراكم السوائل حول المفاصل.
7- استخدامه في طب الأطفال
الموجات فوق الصوتية هي أداة آمنة وجيدة لرؤية الأعضاء الداخلية للأطفال وتشخيص الحالات مثل التهاب الزائدة الدودية وانسداد الأمعاء ومشاكل الكلى.
مزايا استخدام فحص الموجات فوق الصوتية (السونار)
هناك العديد من المزايا التي تجعل فحص الموجات فوق الصوتية (السونار) خيارًا مفضلًا للأطباء والمرضى لما يوفره من المميزات الآتية:
- الأمان المطلق: عدم استخدام الإشعاعات المؤينة، مما يجعله آمنًا لجميع الفئات بما في ذلك النساء الحوامل والأطفال، ويمكن تكرار فحص الموجات فوق الصوتية (السونار) عدة مرات دون أي مخاطر معروفة.
- قابلية النقل: تتوفر أجهزة الموجات فوق الصوتية المحمولة التي يمكن استخدامها بجانب سرير المريض في حالات الطوارئ أو للمرضى غير القادرين على الحركة.
- التصوير الدقيق: يوفر صورًا ديناميكية تسمح بتقييم حركة الأعضاء وتدفق الدم، وهو أمر بالغ الأهمية في تشخيص بعض الحالات.
- التوفر والفعالية من حيث التكلفة: تتوفر الموجات فوق الصوتية على نطاق واسع في معظم المراكز الطبية وبتكلفة أقل نسبيًا مقارنة بتقنيات التصوير الأخرى مثل التصوير بالرنين المغناطيسي والأشعة المقطعية.
- الراحة والسهولة: إجراء فحص الموجات فوق الصوتية (السونار) غير مؤلم ولا يتطلب تحضيرات معقدة في معظم الحالات، ويمكن للمريض العودة إلى أنشطته الطبيعية مباشرة بعد الفحص.
قد يهمك: كيف يساعدك اختبار حساسية الطعام وتحليل المعادن الحفاظ على صحتك؟
الاستعدادات اللازمة قبل إجراء فحص الموجات فوق الصوتية (السونار)
تعتمد الاستعدادات اللازمة لإجراء مراحل عملية الفحص بالموجات فوق الصوتية على جزء الجسم الذي يتم فحصه، فبعض الاختبارات قد لا تتطلب أي تحضير على سبيل المثال:
- في بعض الأحيان قد يحتاج المريض إلى الصيام لعدة ساعات قبل إجراء الاختبار، خاصة إذا كان سيتم إجراء فحص للبطن، فإن الطعام غير المهضوم قد يجعل من الصعب على الفني الحصول على صورة واضحة.
- إذا تم إجراء فحص بالموجات فوق الصوتية لرؤية المسالك البولية، فقد يحتاج المريض إلى شرب الماء حتى تمتلئ مثانته وحبس البول حتى اكتمال الاختبار.
- إذا تم فحص المرارة أو الكبد أو البنكرياس أو الطحال، فقد يُطلب من المريض تناول وجبة خالية من الدهون في المساء قبل الاختبار ثم الصيام حتى إجراء فحص الموجات فوق الصوتية (السونار)، ومع ذلك يمكن الاستمرار في شرب الماء وتناول الدواء حسب التوجيهات.
هل فحص الموجات فوق الصوتية (السونار) له مخاطر؟
الموجات فوق الصوتية لا تسبب أي ضرر للصحة وتعتبر آمنة طالما الأمر يعتمد على متخصصين مدربين بشكل صحيح على فحص الموجات فوق الصوتية (السونار).
كما لا تستخدم الموجات فوق الصوتية الإشعاعات المؤينة مثل الأشعة السينية والأشعة المقطعية، مما يجعلها أكثر أمانًا من كليهما، ولذلك فإن الموجات فوق الصوتية هي طريقة التصوير الطبي الأكثر استخدامًا لتصوير الجنين أثناء الحمل.
وفي ختام مقالنا، أصبح فحص الموجات فوق الصوتية (السونار) بمثابة عين الطب الحديث التي ترى ما لا تراه العين المجردة وتساهم في بناء مستقبل أكثر إشراقا وصحة، حيث يوفر رؤية واضحة وآمنة وغير جراحية لما يحدث داخل أجسامنا بفضل تطبيقاته العديدة ومزاياه الكثيرة.
كما يستمر فحص الموجات فوق الصوتية (السونار) في التطور ليصبح أداة لا تقدر بثمن تساعد الأطباء على تشخيص الأمراض بدقة، ومراقبة تقدم العلاج وضمان صحة وسلامة المرضى في مختلف مراحل حياتهم.