رحلة التعافي: خطوات تحسين تغذية المرأة بعد الولادة

بعد الانتهاء من رحلة الحمل وفترة ما بعد الولادة، تحتاج الأم إلى معرفة كيفية تحسين نظام تغذيتها؟ لاستكمال مرحلة الشفاء، حيث أن تحسين تغذية المرأة بعد الولادة قد يتجاوز تلبية احتياجات الجسم من السعرات الحرارية.
ولكنه يشمل توفير كميات كافية من الفيتامينات والمعادن والبروتينات لدعم شفاء الأنسجة ومكافحة التعب، بالإضافة إلى زيادة إنتاج حليب الثدي إذا كانت الأم ترضع طفلها طبيعي.

تحسين تغذية المرأة بعد الولادة

بعد رحلة الحمل والولادة، يحتاج جسم الأم إلى التعافي واستعادة قوته خاصة عند رعاية طفل حديث الولادة، وتمثل التغذية السليمة دورًا مهمًا جدًا في هذه العملية، فهي تساهم في التئام الجروح واستعادة مستويات الطاقة ودعم الرضاعة الطبيعية وتحسين الصحة العامة على المدى الطويل.

 بالإضافة إلى أن التركيز على نظام غذائي غني بالعناصر الغذائية الأساسية يساهم في تحسين صحة الأم على المدى الطويل، و يزودها بالطاقة اللازمة لرعاية مولودها الجديد في هذه المرحلة المهمة من حياتها.

أهمية تحسين تغذية المرأة بعد الولادة

• تسريع عملية الشفاء: تحتاج الأم إلى البروتينات والفيتامينات والمعادن لتسريع شفاء الأنسجة والجروح الناتجة عن الولادة الطبيعية أو القيصرية.
• استعادة الطاقة: قد تشعر الأمهات الجدد بالتعب بسبب قلة النوم ومتطلبات رعاية الطفل، يوفر النظام الغذائي المتوازن الطاقة اللازمة للتغلب على هذه التحديات.
• دعم الرضاعة الطبيعية: إذا كانت الأم ترضع طبيعيًا، فإن تغذيتها تؤثر بشكل مباشر على نوعية وكمية حليب الثدي الذي يحتاجه الطفل للنمو والتطور.
• الحفاظ على الصحة النفسية:  تحسين تغذية المرأة بعد الولادة  لها دور في تنظيم الحالة المزاجية وتقليل خطر الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة.
• الوقاية من نقص التغذية: تساعد التغذية السليمة على تعويض نقص الفيتامينات والمعادن الذي قد يحدث أثناء الحمل.
• تعزيز الصحة على المدى الطويل: يشكل النظام الغذائي الصحي بعد الولادة أساس العادات الغذائية الجيدة ويقلل من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة في المستقبل.

ما هي العناصر الغذائية التي تحتاجها الأم بعد الولادة؟

تمثل العناصر الغذائية اللازمة للأم بعد الولادة دورًا حيويًا في تعافيها واستعادة طاقتها، خاصة بالنظر إلى المتطلبات المرتبطة برعاية الطفل حديث الولادة، وإليكم أهم هذه العناصر:

• الكالسيوم

تعتبر منتجات الألبان والخضروات الورقية من أهم المصادر الغنية بالكالسيوم، تحتاج الأم بعد الولادة إلى 1000 مللي جرام يوميًا أي حوالي 3 حصص من منتجات الألبان قليلة الدسم.

• البروتينات

ويمكن الحصول على البروتين من الفول والمأكولات البحرية واللحوم والبيض ومنتجات الصويا، فهي غنية بالبروتين الذي يساعد الجسم على التعافي من مضاعفات الولادة، وينصح بتناول خمس حصص يوميًا أو سبع حصص إذا كانت الأم ترضع طفلها.

• الحديد

يساعد الحديد في تكوين خلايا دم جديدة خاصة إذا فقدت الأم الكثير من الدم أثناء الولادة، للحصول على الكمية الموصى بها من الحديد.

لذا احرصي على تناول الأطعمة الغنية بفيتامين C مثل البرتقال والفراولة والليمون والكيوي، لكي تساعدك على امتصاص الحديد، وتجنبي شرب الشاي الأسود الذي يمنع امتصاص الحديد من الجسم.

• الزنك

يعمل الزنك على التئام الجروح وزيادة مناعة الجسم، ويوجد في اللحوم ومنتجات الألبان والخضروات والبقوليات.

قد يهمك: أنظمة غذائية للحامل والمرضعة موصى بها

أهم النصائح لتحسين تغذية المرأة بعد الولادة

• تأكدي من حصولك على وجبة إفطار متوازنة تحتوي على البروتين والكربوهيدرات المعقدة، بدلًا من تناول ثلاث وجبات كبيرة، بالإضافة إلى تقسيم طعامك على مدار اليوم وتناول وجبات صغيرة.
• يجب تناول من 6 إلى 10 أكواب من الماء يوميًا.
• تناولي وجبات خفيفة منتظمة من الخضار والفواكه الطازجة بدلاً من الوجبات الغير الصحية.
• تجنبي محاولات إنقاص الوزن خاصة في الفترة الأولى بعد الولادة، لأن ذلك قد يضر بصحتك ويؤثر على إدرار الحليب إذا كنت مرضعة.
• تأكدي من أن الوجبات التي تتناولينها متوازنة، ومن الأفضل أن يكون نصف طبقك مليئ بالفواكه والخضروات والنصف الآخر بالحبوب الكاملة، مثل الأرز البني أو خبز الحبوب الكاملة أو دقيق الشوفان.
• التقليل من الأطعمة والمشروبات المعبأة التي تحتوي على نسبة عالية من الملح والدهون المشبعة والسكر.
•  يجب الحرص على تناول المنتجات التي تحتوي على الكالسيوم والحديد والزنك.
• تجنبي الأطعمة التي تحتوي على العديد من البهارات لأنها قد تؤثر على طعم حليب الثدي، مما يكون لها تأثير على معدة الطفل.

أمور ينصح بتجنبها لتحسين صحة الأم بعد الولادة

هناك بعض الأمور التي يجب عليك الحرص على التقليل منها بعد الولادة لأنها تؤثر سلبًا على صحة المرأة بعد الولادة وهي:

• التقليل من التوتر والضغط النفسي فيمكن للأم أن تقوم بتمارين الاسترخاء وطلب المساعدة للتقليل من التوتر بعد الولادة، إذا كان التوتر شديدًا ولا تستطيع الأم تحمله، فيجب عليها استشارة الطبيب فورًا لتجنب التسبب في اكتئاب ما بعد الولادة.
• التقليل من المجهود البدني الشاق أو رفع الأشياء الثقيلة خاصة بعد الولادة القيصرية.
• تجنب التعرض للمواد الكيميائية الخطرة بعد الولادة، حيث أن جهاز المناعة لدى الأم ضعيف ومن السهل الإصابة بالحساسية
• إذا كنت ترضعين طفلك رضاعة طبيعية، فإن المشروبات التي تتناوليها يمكن أن تنتقل إلى الطفل عن طريق حليب الثدي:
  – الكحولات: تختلف آراء الخبراء حول مدى سلامة تناول الكحول الأم بعد الولادة، لذا ينصح بالابتعاد عن الكحول.
  – الكافيين: إذا تناولت الأم المرضعة أكثر من 3 فناجين من القهوة أو المشروبات الغازية يوميًا، فقد يؤثر ذلك على نوم الطفل.

مع العلم قد يختلف الأطفال في استجابتهم للكافيين، وبينما تشرب بعض الأمهات ما يصل إلى 3 فناجين من القهوة دون ملاحظة أي أعراض لدى طفلها، تدرك بعض الأمهات أن تناول فنجانًا واحدًا من القهوة يسبب اضطرابات النوم لدى طفلها.

متى تستعيد المرأة صحتها بعد الولادة؟

من أكثر الأسئلة التي تطرح بعد الولادة هو ما إذا كانت صحة المرأة ستعود إلى طبيعتها بعد الولادة؛ لأن تعافي المرأة بعد الولادة يختلف من امرأة إلى أخرى ويعتمد على عوامل مختلفة مثل:

• الصحة العامة للمرأة قبل وأثناء الحمل.
• نوع الولادة حيث أن الولادة الطبيعية بشكل عام تسمح للمرأة باستعادة صحتها بشكل أسرع من الولادة القيصرية.
• المضاعفات التي تتعرض لها المرأة أثناء الولادة فقد يؤدي ذلك إلى تأخير عملية الشفاء.
• الرعاية الصحية الحالية فالمتابعة الطبية المنتظمة تساعد على سرعة الشفاء والتعافي.
• الراحة الكافية من خلال الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم.
• اتباع نظام غذائي صحي من خلال تناول الأطعمة الغنية بالحديد والبروتين.
• ممارسة التمارين الرياضية الخفيفة بعد استشارة الطبيب.
• الاهتمام بالنظافة الشخصية وخاصة منطقة الجرح.

قد يهمك: تعرفي على أفضل أنظمة غذائية لعلاج تكيس المبايض

وفي ختام مقالنا فإن تحسين تغذية المرأة بعد الولادة هو استثمار في صحة الأم ورفاهيتها وقدرتها على رعاية مولودها الجديد من خلال التركيز على نظام غذائي متوازن غني بالعناصر الغذائية الأساسية.
بالإضافة إلى تناول السوائل الكافية والاستماع إلى احتياجات الجسم وتلقي الدعم والمشورة من الخبراء يمكن للأمهات الجدد استعادة قوتهن ونشاطهن والاستمتاع بهذه المرحلة الجميلة من حياتهن.